أرشيف

هربتْ من الاضطهاد  فوقعتْ في شباك صديقتها

عاشت يتيمة الأم وكان والدها قد تزوَّج امرأة أخرى ودائماً ما يختلف الاثنان ويتشاجران ولا تكاد تمر يوم دون صخب وضجيج!!  وكانت «لمياء» هي الضحية فعادة ما تَعود زوجة الأب؛ لتفرغ غضبها عليها وتضربها وتطلب منها القيام بأعمال فوق طاقتها!!! أما الأب فكما يحكي شريط الذاكرة الذي لا زالت تحتفظ به لمياء فربما أنه لم يعد يتذكر أن لديه ابنة من زوجة سابقة حيث كان لا يعيرها أي اهتمام ولا يسأل عنها سؤال ، ووسط هذا الاضطراب الأسري والتعذيب الجسدي والاضطهاد من زوجة الأب حملت «لمياء» حقيبة كتبها في إحدى الأيام ذاهبة إلى المدرسة لكنها لم تعد ولم تذهب إلى المدرسة وركبت سيارة إلى مدينة صنعاء التي كانت تحتفظ برقم هاتف إحدى صديقاتها التي كانت قد تركت أسرتها لأسباب أشد وطأة ولكنها كانت قد نست نفسها وعاشت حياتها الجديدة بالطول والعرض كراقصة في إحدى الفنادق وأكثر من راقصة ليلية!!! وأصبحت علاقتها بالرجال أكثر من علاقتها بالنساء ، أما لمياء فعندما التقت بصديقتها هذه فقد ذُهلت وبكت كثيراً ولم تستطع أن تمارس ما تمارسه صديقتها لكن التراجع إلى الخلف صعب!! وفي عالمها الجديد هذا بدأ الوحوش يترصدون هذه الفريسة البريئة وعندما لم يستطيعوا الإيقاع بها بالدلال قرر أحد الوحوش افتراسها غصباً وبإيعاز من صديقتها حتى يخرجونها من حالة الانطواء هذه ففعلوا فعلتهم؛ فزادت «لمياء» بؤساً وحملت في بطنها جنيناً ولم تدر بنفسها إلا وهي تدق منزل أسرتها ببطن منتفخ ووجه ذابل ولم يعد أحد يتذكرها ولم يسألها أحد من أين جاء الولد ولم تعد تملك سوى استرجاع ماضيها الأليم والحياة في حاضرها الحزين..

زر الذهاب إلى الأعلى